في الأيام الأخيرة، تصدّر نجم منتخب فرنسا وباريس سان جيرمان، كيليان مبابي، عناوين الصحف بعد الإعلان عن إصابته بما يُعرف بـ"إنفلونزا الأمعاء"، وهي الحالة التي تسببت في فقدانه نحو 5 كيلوجرامات من وزنه خلال فترة قصيرة، الأمر الذي أثار قلق عشّاقه وخبراء الرياضة والصحة على حد سواء.
ورغم أن الاسم قد يبدو بسيطًا، فإن إنفلونزا الأمعاء أو ما يُعرف علميًا بالتهابات المعدة والأمعاء الفيروسي، يمكن أن تكون مرهقة بشكل كبير للجسم، خاصةً للرياضيين المحترفين الذين يعتمدون على لياقتهم البدنية في الأداء.
إنفلونزا الأمعاء هي التهاب يُصيب المعدة والأمعاء الدقيقة، وتحدث غالبًا نتيجة عدوى فيروسية. من أشهر الفيروسات المسببة لها:
نوروفيروس
روتافيروس
الأدينوفيروس
ورغم تسميتها بـ"الإنفلونزا"، إلا أنها لا ترتبط بفيروس الإنفلونزا الموسمية المعروف الذي يصيب الجهاز التنفسي، بل تؤثر مباشرة على الجهاز الهضمي.
تظهر أعراض المرض بعد يوم إلى ثلاثة أيام من العدوى، وقد تستمر من يومين إلى عشرة أيام، وتشمل:
الإسهال المائي الحاد
القيء المتكرر
آلام وتقلصات في المعدة
ارتفاع طفيف في درجة الحرارة
صداع وضعف عام
فقدان الشهية
جفاف شديد في الحالات المتقدمة
فقدان الوزن بهذا الشكل السريع يشير إلى:
الجفاف الحاد الناتج عن الإسهال والقيء
انخفاض في الكتلة العضلية نتيجة قلة تناول الطعام
فقد السوائل والأملاح الضرورية للجسم
ولأن الرياضيين مثل مبابي يمتلكون كتلة عضلية عالية، فإن أي فقدان في العناصر الغذائية أو سوائل الجسم يؤثر بشكل مباشر وسريع على وزنهم ولياقتهم البدنية.
عند الإصابة بإنفلونزا الأمعاء، يواجه الرياضي:
انخفاض في القدرة على التحمل
ضعف العضلات بسبب فقدان البوتاسيوم والصوديوم
صعوبة في التركيز وردود الفعل
تعب عام وتأثر في التنفس
كل هذه العوامل قد تُبعد اللاعب عن المشاركة في المباريات أو التمارين لمدة تصل إلى أسبوع أو أكثر، وهو ما حدث بالفعل مع مبابي.
الفيروسات المسببة لإنفلونزا الأمعاء شديدة العدوى، وتنتقل عبر:
تناول طعام أو شراب ملوث
لمس الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف
التواجد في أماكن مزدحمة بها شخص مصاب
وتُعد غرف تبديل الملابس، صالات الرياضة، والطائرات من الأماكن عالية الخطورة لانتقال هذه العدوى بين اللاعبين.
من المهم منح الجسم الوقت الكافي للتعافي، خاصة في الأيام الأولى التي تكون فيها الأعراض في ذروتها.
شرب كميات كبيرة من الماء
استخدام محاليل الإماهة الفموية لتعويض فقدان الإلكتروليتات
تناول الأطعمة سهلة الهضم: مثل الأرز، الموز، التوست، التفاح المهروس
تجنب الأطعمة الدهنية والحارة والسكريات
أدوية مضادة للقيء أو الإسهال في بعض الحالات
مسكنات خفيفة للآلام والحرارة
نعم، فالرياضي المحترف يحتاج إلى:
إعادة بناء الكتلة العضلية التي فقدها
اختبارات لياقة بدنية للتأكد من استعادته طاقته
فحص مستوى السوائل والمعادن في الجسم
متابعة طبية دقيقة للتأكد من عدم وجود مضاعفات مثل الجفاف المزمن أو ضعف المناعة
لمنع تكرار مثل هذه الحالات، يجب الالتزام بالتالي:
غسل اليدين جيدًا بالصابون بعد استخدام المرحاض أو قبل الأكل
تجنب مشاركة أدوات الطعام أو زجاجات المياه
تطهير الأسطح باستمرار خاصة في أماكن التدريب
التأكد من نظافة الطعام والماء في المعسكرات الرياضية
عدم مشاركة اللاعبين المصابين في التمارين حتى تمام الشفاء
في حالة إهمال العلاج أو عدم إعطاء الجسم الراحة الكافية، قد تتسبب الإصابة في:
تكرار العدوى في المستقبل
تدهور في اللياقة العامة
إصابات عضلية بسبب ضعف الجسم أثناء العودة المبكرة
لكن مع الرعاية الطبية الحديثة والمتابعة الغذائية الدقيقة، يمكن للاعب مثل مبابي أن يعود سريعًا وبكفاءة عالية، وهو ما يجعل الحذر والانتباه أمرًا أساسيًا في مثل هذه الحالات.
ليست هذه المرة الأولى التي يصاب فيها لاعب كرة قدم بإنفلونزا الأمعاء. فقد سبق وأن تعرض:
ليونيل ميسي لنوبات مشابهة في بداية مشواره مع برشلونة
كريستيانو رونالدو لحالات جفاف خفيفة في بعض البطولات الدولية
نجوم منتخب ألمانيا لعدوى مشابهة أثناء معسكرات التدريب
وهذا يُظهر أن العدوى لا تفرق بين نجم عالمي أو لاعب ناشئ، فالنظافة والوقاية عاملان مشتركان لحماية الجميع.
رغم أن إنفلونزا الأمعاء ليست من الأمراض الخطيرة في معظم الحالات، إلا أنها تُثبت مدى هشاشة جسم الإنسان أمام العدوى، حتى لو كان رياضيًا خارقًا مثل مبابي. فقدان الوزن السريع، تراجع الأداء البدني، والغياب عن المباريات، كل ذلك له تأثير نفسي وجسدي.
لذا، فإن حالة مبابي ليست مجرد خبر رياضي، بل تذكير لكل شخص، رياضي أو غيره، بأهمية النظافة، التغذية، والاهتمام بالإشارات التي يرسلها الجسم عند التعب.
الصحة أولًا، والباقي يأتي لاحقًا.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt